الشهوة

الشهوة تبدو دائما كاوتار جيتار مستعدة ان تعزف لنا امتع لحن فى الوجود
ان الشهوة لا تشبع ولا تدوم لان البشر فى نمو وتطور مستمر وكل ما فى الحياة خاضع لقانون التغير فالشهوة هى الاخرى لابد ان تخضع لمثل هذا القانون
ومن هنا يسعى الانسان الى التجديد والتنويع المستمر حتى يتغلب على رتم اللذة المملل ولكن دون جدوى لان نتائج الشهوة ثابتة وهى لاتتغير! ولأن الشهوة لاتشفق ولاترحم
وهى تعرف كيف تستحوذ على قلب وارادة الانسان فهى ما تكاد تشير بطرف اصبعها حتى يسرع اليها الانسان بعدما صار اسيرا لها مقيدا بحبالها
ان الشهوة اشبة بلص ماكر او صياد خبيث يحارب البشر باطايبه لا لكى يفرحهم بل ليسقطهم فيصطادهم
فهو يضع العسل على الفم اولا ثم بيده الاخرى يمسك كاسه المسموم فاذا تذوقوها ووجدوها حلوة وسكروا من نشوتها يبدأ يسقيهم من اوجاعه وسمومه بغير شبع
فما ارهبها تلك الشهوة عندما تخدع الانسان فتجعل حياته كما لو كانت ليلا اسود
لايحمل سوى كلام اسود وذكريات باهتة سوداء وان كانت هناك وجوه فهى مظلمة حتى لو كانت الشهوة تجعلها لامعة فى الظلام! ولو اردنا ان نعطى تشبيها للشهوة
لقلنا: ان الشهوة مثل الشجرة على الطريق يبدو فى ضوء القمر وهو مغلف بالثلوج
كانه شمعدان من الفضة تضىء فروعه ويشع نورا من غير نار لاشك انه منظر جميل
ولكن جماله لايدوم فالثلج سرعان مايذوب والقمر يغيب ويتبقى منها سوى افرع بلا ثمار! اليس النائم يرى فى حلمه طعاما! بل يرى نفسه وهو ياكل من هذا الطعام! لكنه يستيقظ حتى يجد نفسه يتألم جوعا
هكذا ايضا الشهوة لا تشبع انسانا جائعا ولاتروى نفسا عطشانا

ينبغي لنا ايها الحبيب أن نجتهد بقد استطاعتنا بالدموع امام ربنا يسوع المسيح

ليرحمنا بتحننه لأن الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالفرح